الخميس، 9 مارس 2017

aljmaherya: الهجرة إلى الجنوب

aljmaherya: الهجرة إلى الجنوب: الهجرة الى الجنوب الفصل الاوٌل [....... لاإله إلا.. الله...قالتها وهي تبسط كفٌيها تنظر الى السماء كأنما هي تودٌعه الوداع الاخير ..تتبع...

الهجرة إلى الجنوب


الهجرة الى الجنوبالفصل الاوٌل
[.......لاإله إلا.. الله...قالتها وهي تبسط كفٌيها تنظر الى السماء كأنما هي تودٌعه الوداع الاخير ..تتبعه بعينين دامعتين وقلب يدعو....له بالتوفيق والعودة السريعة سالما غانما ..أمٌا هو فإنه يكاد ينزف من الداخل دون دموع فيقول..محمد رسول الله وهو ماتعوٌد القوم على ترديده كلٌما همٌ بعضهم بالسفر او الرحيل بعيدا عن الاهل والاحباب ...ربط الحزام وهو يستمع بانتباه شديد الى التعليمات التي ينبغي على الركاب الالتزام بها واختتمت المضيفة بالقول|سبحان الذي سخٌر لنا هذا وما كنٌا له مقرنين وإنٌا الى ربنا لمنقلبون| صدق الله العظيم قالها وهو يردد في صمت > اللهم إنٌا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هوٌن علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل | آمين ...تطلٌع من النافذة الى الفضاء السحيق ... الارض والطرقات القصور والاشجار والمركبات بدأت تغيب ملامح تفاصيلها رويدا رويدا في مشهد تصوٌره كأنما الطائرة المتجهة به الى الجنوب تنطلق الى االفضاء وقد تخلصت من جاذبية الارض ... لم تمر سوى دقائق حتى تنفس الركاب الصعداء ...فكوا احزمة الامان الكل يتطلٌع الى جواره لعله يجد من بينهم صديق او يتعرف على صاحب في الطريق يتردد بلعيد في سؤا ل جاره عن اسمه ووجهته حال معظم الليبيين الذين يلوذون بالصمت كلما احسٌوا ان احدهم يريد ان يقتحم عليهم بعض خصوصياتهم التي يحرص البعض على المبالغة في اخفائها عن الغرباء وان كان مابدر عنهم لا يعدو ان يكون سلوكا بشريا معتادا فمن غير المقبول ولا الطبيعي ان يلتقي سويٌان ولا يحدٌث احدهما الاخر طول رحلة قد تستغرق ساعات.او اياما او شهورا كان هذا حال بلعيد الذي فرٌ الى حقيبته اليدوية يتفقٌد محتوياتها وليشغل نفسه قليلا عن سؤال صاحبه فماله وذاك والباب الذي ياتيك منه الريح سدٌه واستريح .!! ..اخرج كتابا يحكي قصة جرت فصولها أ وائل القرن الثامن عشر ولا زالت احداثها تتفاعل ابطالها سبعة اجيال من الايمان والشجاعة والحب والصراع كاشفة مآسي العبودية في بلاد يسمٌونها أرض الحرية وعن كفاح شعوب افريقيا المستعبدة للوصول الى حريتها مهما غلا الثمن وكثرت التضحيات.ماأن.... وصل الى الفصل الرابع والثلاثين حتى بدأت الاسطر تبهت أمام ناظريه والكلمات تتراقص ...بدأ يشعر بخدر يحثٌه على ان يبحث لجسمه عن وضع مريح فهو كما يبدو بدأ يميل  الى النوم وهذه المرة كما في مرات سابقات سينام نوما عميقا يذكٌره بالنوم على ركبة أمه وهدهدة صوتها الحنون ....كل ما يتذكٌره قبل ان يطوي الكتاب انه وضع علامة عند اخر سطر قرأه يقول : تساءل كونتا ما إذا كان قد جنٌ استيقظ وهو مستلق على ظهره عريانا مغلولا مكبٌلا بالاصفاد بين رجلين آخرين في ظلمة شديدة وجو مليء بالحرارة مشبٌع بالرطوبة اللزجة والنتانة المقرفة ...نام وكأنما طبع هذا المشهد في ذاكرته اختلط لديه الواقع بالحلم راى نفسه نعم هو ذاتا وصفات ..يمعن النظر من خلال زجاج النافذة المزدوج السميك الى الافق البعيد حيث تنطبق الارض والسماء ...مرتفعات واودية جافة بعض بقع خضراء كالجزر وسط كثبان من الرمل على ضوء الشمس تبدو كسيوف موضوعة بعناية قرب بعضها البعض في اتجاه واحد ...قال في نفسه ..هذه الصحراء الشاسعة كم تحدٌث اخبارها عن آلاف المشاهد والقصص كما يحدٌث البحر عن الالاف من امثالها ..شهدت عشرات ومئات القوافل المحمٌلة بالسلع من العبيد السٌود والجواري وريش النعام والجلود والملح وغيرها ...تتخذ من بعض منابع المياه الجوفية بالواحات المتناثرة هنا وهناك  كمرزق وجالو واوجلة وسيوة محطات للراحة من وعثاء السفر....يأمر سيد القافلة أتباعه بإيقاف الركب وإناخة الابل وإعداد الطعام والشراب وكما تعوٌد القوم فإن العبيد هم من سيقومون بما يحتاجه السادة من خدمات ..امٌا حسان الجواري فإنه يتم تقاسمهن بين النافذين من قادة الركب وغالبا ما يقع الاختيار على اكثرهن جمالا وأرشقهن قواما  وهؤلاء غالبا ما يكن ٌ من نساء قبيلة الزاندي من ذوات السحنة  المرمرية  الجميلة والطول الفاره لتكون من نصيب سيد القوم.. تساءل في داخله من يدري ؟ فقد تكون إحداهن جدته فهو لا يعلم على وجه الدقٌة من أين ومتى وكيف جاء اجداده الاولون ؟؟ سوى ما كان يسمعه من بعض قومه في قالب تمثيلي ساخر عندما كان تجار الرقيق يصطادون الزنوج من غابات افريقيا كما يصطادون الحيوانات ويخطفون الصغار قسرا من احظان امهاتهم تماما كما كان القراصنة الاوربيون ينقلون الزنوج عبر البحار والمحيطات الى الارض الجديدة كان بعض التجار العرب والغزاة الاتراك باسم الخليفة في الاستانة او الوالي في احدى ممتلكاته في طرابلس الغرب او تونس او سواهما في مغرب ومشرق بلاد العرب ....................يمارسون مهنة تجارة الرقيق بنوعيه الابيض من اسرى جزر البحر المتوسط والاسود من اطراف الغابة الافريقية عبر الصحراء يقتادونهم مصفٌدين بالحبال في سلسلة بشرية تمتد من الجنوب الى الشمال من خلال دروب واودية جافة وطقس غاية في القسوة يجرجرون اقدامهم من الاعياء وسياط الجلادين تلهب ظهورهم معها لا يذوق الزنجي طعم الراحة الاٌ إذا اسلم الروح الى بارئها فيقذف به كما يقذف بجثة حيوان نافق امٌا من قدٌر له البقاء على قيد الحياة فإنه يجلب للبيع حيث يتقاطر التجار والسماسرة على اسواق بيع الرقيق التي كانت لا تختلف كثيرا عن اسواق الماشية والحبوب الاسبوعية الني تقام في بعض المناطق هذه الايام يعرض فيها افخر السلع والبضائع ياتي في مقدمتها العبيد والجواري فترى السادة يطوفون حول القطعان البشرية يقبل السيد على البضاعة يقلٌبها ويتأملها.جيدا فلا يترك عضوا او موضعا الاٌ ويتفقٌده ليطمئن من خلوها من اية عيوب جسدية تماما كما لو كان سيشتري اضحية العيد لذالك يحرص كل تاجر ان يلبس جاريته افضل وافخر الثياب لتخرج بمظهر يشرٌف بضاعة سيدها في نظر المشترين ويرفع سعرها دون مساومة غالبا ما يقع الاختيار على الاصغر سنا بين الفتيات والاقوى عضلات بين الشباب لضمان الحصول على انتاج غزير فيدفع الى سوق العمل بالمزيد من المواليد الذين سيصبحون بعد عشر سنوات او على الاكثر بعد اثني عشر عاما . عمالا في المجالات المختلفة من زراعة ورعي وجني للثمار والمحاصيل فضلا عن الاعمال المنزلية وغيرها من الاعمال القذرة والثقيلة التي لا يقوى ولا ينبغي لابناء السادة الاحرار !! الاحرار !!- نعم هكذا يصفون انفسهم - مزاولتها كما انهم ذكورا واناثا يمثٌلون مورد دخل لا بأس به اثناء الحاجة الى بيعهم- الى ذالك وجد بلعيد تفسيرا لتواجد السٌود في بعض اقطار العالم القديم والجديد فهم احفاد واسباط أؤلئك السود الذين اقتلعوا أوالاتي اقتلعن من جذورهم . بالامس من غابات افريقيا او هم ممن غلبوا على امرهم حين وجدوا انفسهم اقليات في مناطق تعرضت لشتى الغزوات والغزاة من الشرق والغرب والشمال او هم من المولٌدين الذين جاؤا الى هذه الحياة نتاج اختلاط الدماء من اعراق وبطرق مختلفة كما يعود البعض الاخر الى حراك اجتماعي لافراد او جماعات لسبب او لاخر حطٌ بهم الرحال حيث طاب لهم المقام تنفٌس بلعيد الصعداء فقد ارتاح لهذا المشهد الاخير ولكنه سرعان ما قطٌب جبينه كمن اصيب بخيبة امل لانهم جميعا وجدوا انفسهم اسرى ثقافة تعطي للألوان معاني اخرى غير التي اودعها فيها الخالق من حكمة يعلمها.. بلعيد رغم ايمانه بأن في اختلاف الالوان كما الالسنة حكمة ربٌانية لا يحيط بها الجاهلون عجب لأمر اولئك الذين يرون في بياض بشرتهم ما يمييزهم عمن عداهم من الملونين بل ويمعنون في التدليل على ذالك بإيجاد نصوص لا سند لها ولا مرجعية سوى دعاوى بعض النافذين في ازمنة التخلٌف والانحطاط وفي عهود أباطرة ظنوا يوما انهم مخلٌدون او ما يفتي به بعض السدنة ممن نصٌبوا انفسهم وكلاء للٌه على الارض لا بل يسعى اخرون الى الايهام بعودة اصولهم الى ال البيت إمعانا في تمييز انفسهم عن الاخرين.. استدرك بلعيد على الفور في نفسه بالقول ذالك حتما لايضير ال البيت في شيء كما لا يضير الله من ادعى النبوٌة او حتى الربوبية وتساءل في خبث موجٌها الحديث هذه المرة لنفسه هل يمكن لاسود مثله ان يدٌعي عودة نسبه الى بيت خير الانام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ..وهو يبتسم كمن يسخر من افكاره وتذكٌر قول المعز لدين الله الفاطمي ذات  يوم في القاهرة فيما يروى عنه الى علية القوم في مصر ..هذا حسبي وهذا نسبي | وهو يشير الى سيف وصرٌة من الذهب ولكنه.. ليس المعز ولا يملك مثل ذالك السيف ولا تلك  الصرٌة ولئن كان المعز صادقا مع نفسه ومع غيره حين قدٌم عصاميته فإنٌ غيره يعتزون بعظاميتهم بل ويقتتلون من اجلها ..مرٌت هذه المشاهد والخواطر سريعا ربما استغرقت دقائق لكنها ابتسرت واقع وحياة اجيال من السلف عاشت المعاناة والعسف والاذلال ولم تورٌث للخلف سوى ارصدة من الاحتقار والمهانة ..ولئن كان هذا الواقع السيء حافزا للعديد من الحقراء لبذل جهد مضاعف تعويضا عما نالهم من ضعف ومسكنة كما يبدو غير انهم يدركون كما يدرك غيرهم ان ذالك ليس من طبيعتهم لأنٌ أي جماعة بشرية إذا وضعت في ذات الظروف لن يكون مصيرها ألاٌ كذالك...المضيفة الانيقة تتنقل بين الركاب لتوقظ النائمين منهم لاعادة ربط الاحزمة لان الطائرة تمر بمطبٌات جوية ...لم تمض دقائق حتى عاد في سبات عميق ....بلعيد وانطلاقا من تجارب ذاتية سيئة .. تعرٌض للعديد من المواقف أقلٌها انه كان ينعت بين اقرانه بأنه لا أصل .. اوأنٌ أصله ناقص..وهو امر معيب في عرف الجماعة ..ليس مهما إن كان هذا الاصل يعود الى اجداد لايختلفون كثيرا عن سائر الانعام التي يربونها سوى بما كرٌمهم الخالق عنها وغالبا لا يستعملونها بل لعل بعض السوائم تدبٌر امرها اكثر مما يتدبٌر بعضهم امره وليس في الامر غرابة فقد علٌم الغراب احد ابني ابينا آدم عليه السلام كيف يواري سوءة اخيه التراب.. ولطالما نهرته امه لانه لم يجمع الحطب لزوجة سيده وسيدها وهي التي تحرص على وصفها \ للٌتي\ ولا تستنكف عن ذكرها بذات الصفة حتى اثناء غيابها امام صاحباتها اللٌاتي قد لا يعرفن للٌتها تلك ولا يعرنها اي اهتمام وبإعجاب شديد تنسج الاساطير حول محاسن سيدها الذي كان دائما يتذكٌرها بعطاياه وهداياه وكان غالبا ما يسلٌمها لزوجته كي تعطيها للخادم  !!الاسم والصفة التي تعرف بها بين الكبار والصغار كما يعرف زوجها بالوصيف ...تتنقل الخادم بين بيوت أسيادها وللٌاتها كما يفعل وصيفها لا يلتقيان الاٌ في ساعات متاخرة مساء كل يوم وقد احضر كل منهما ما تمكٌن من جمعه من عطايا التمر والدقيق والسكر والشاي وكان ظنينا وبعض القماش المستعمل ... يقع في دائرة اختصاص الخادم طحن الحبوب وجلب الحطب والماء وغسل الملابس ومؤخٌراكيٌها وادوات الطبخ فضلا عن الترويح عن اللٌلٌات بما تملك من فنون الدعابة.. فقد تسخر من نفسها او من زوجها او احد اطفالها او مثيلاتها في حركات مسرحية مضحكة طالما ذالك يدخل البهجة والسرور الى نفوسهن فيقعن صرعى والدموع تسيل عل خدودهن من فرط الاثارة والانفعال وقد يتكرر المشهد امام الرجال اثناء قمة الانسجام بين النسوة فتنادي احداهن- سبعها-! ضاحكة حتى لا يفوته جمال هذا المشهد او الطرفة التي ابتدعتها \ الشوشانة \ وهذه صفة اخرى قابلة للتذكير والتأنيث وسرعان ما تسقط  الشوشانة المسكينة بين اقدام الضاحكين والضاحكات وقد تهدٌج صوتها وتلاحقت انفاسها واحمرٌت عيناها وتساقطت دموعها بعد ان بذلت جهدا غير عادي لكن ذالك كله يهون طالما حازت رضا الجماعة وعطائهم الذي لا ينضب.........\.الجزء الثاني..\....نحن الان في اواخر الشتاء العاشر من شهر النوار\ فبراير\عام 1953 لكن نهار اليوم يذكٌرنا بمقدم الربيع عند الفجر استيقظت الطيور والعبيد!! ومع رغاء الابل وثغاء الماشية وصياح الديكة وكأكأة الدجاج..ونباح الكلاب أصوات عجائز يوقظن بعولتهن لاداء صلاة الفجر واخرى تنهر بعيرا أو دابٌة تحثٌها على النهوض او المسير فالقوم يحتاجون لجلب الماء وجمع الحطب وما أن يرتفع قرص الشمس مسافة قامة بحساب اهل البادية حيث تكون الحياة قد دبٌت في النزلة وباقي النزالي المجاورة يشعل الخدم العافية اعدادا للشاي الاحمر الثقيل وتحضٌر الزمٌيته تعقبها اصوات تبادل تحيات الصباح صباح الخير يا حاج كان الحجاج في ذالك الزمان قلٌة فإذا نودي احدهم بهذا اللقب الذي اصبح اسما مميزا له فلايجيب غيره بهمهمة لاتكاد تفهم تبين منها ..اصبحنا واصبح الملك لله هذا ما تعوٌد ان يردده صباح كل يوم وحان موعد إصدار الاوامر والتوجيهات ..أسرٌ بها بعض الابناء وهم يتثاءبون فالقوم يحتاجون لمن يجلب قطيعا من الماشية لبيعها في السوق وشراء حاجاتهم من الزيت والسكر والشاي والى من يحظر \حجابا من الفقي أعظيٌم رحمه الله الذي يقطن في القرية المجاورة لعلاج آلام \ الشقيقة التي تعاني منها العجوز \ امدللة اما الشيخ فقد امر احد غلمانه باعداد السرج على الفرس ليذهب مع بعض رفاقه من رجال القبيلة لأداء واجب العزاء لدى احد اصهاره في نزلة غير بعيدة كما انٌ العجوز امدلله لا ينبغي ان يفوتها القيام بذات الواجب برغم مايثور بين الحين والاخر من خلاف بينها وام زوجة ابنها لكن ذالك كله لا يمنعها من من اداء الواجب فعند الموت تصدق النيٌة ..وتتقاطر النسوة في اتجاه بيت الفقيد وهن يتبادلن اطراف الحديث والنكات وتمثٌل بعضهن مواقف واساليب ازواجهن بعد المغيب ! لا يخرج الحديث في الغالب عن هذا المنوال وإن كان يأخذ طابع السرٌية فمثل هذا القول يعدٌ من الفواحش التي يمكن فعلها دون التصريح بها امام الاخرين ولا يدور مثل هذا الحديث إلاٌ بين حديثات الزواج او المقبلات عليه لكنٌهنٌ خجلا يحذرن نظرات الحاجٌة مدلله التي يتناهى الحديث الى سمعها بين الحين والاخر بعض كلمات نابية تخدش حياءها فتزم شفتيها وتمطٌطهما يمينا ويسارا وتصدر عنها لفتات وهمهمات ذات معنى  سرعان ما تدركها الكنة   زوجة ابنها الكبير فتحذر رفيقاتهابوضع  سبٌابتها على فمها   لكن ام الخير  تصدر من الهمزات والغمزات  في غير اكتراث   ما يثير الضحك  بصوت مرتفع أحيانا مرة اخرى وقد تنتقل عدوى الضحك هذه المرة لتصيب الحاجة  مدللة  ذاتها  ولكن كبرياءها   يفرض عليها كبت مشاعرها كما يفعل الكبار عادة  لتفرج  عن نصف ابتسامة   سرعان ما تحاول  قمعها   لتخفيها بطرف ردائها   وعيناها تدوران في محجريهمايمينا وشمالا لكن ذالك لا يمر على خادمتها الخبيثة   المقرٌبة جدا الى نفسها   ومخزن  أسرارها   فتتظاهر بشتمها وضربها بعصا طويلةكانت تتوكأ عليها  فتهرب تلك  أمامها  والجميع يضحكن.وما أن يقترب الجمع من بيت العزاء   حتى ترفع الحاجة مدللة   وام الخير والاخريات  من ورائها اصواتا تدل على جلل الفقد  وعظم المصاب  ولا تتورع بعضهن على وضه التراب على رؤسهن وتزداد اللوحة  تعقيدا  وإثارةحين تخرج  النسوة من اهل  البيت   ويلتقي الجمعان   وقد  تشكلن  دائرة او  اكثر   وفي حركات  وإيقاعات  متناسقة بقيادة  ام الخير  ترتفع خرارة المشهدحين  يضفين على الفقيد  من صفات الرجولة   والبطولة   ومكارم الاحلاق  مالم يسمع به في حياته ولم يفعله  وتخرج احداهن حاسرة الراس ممزقة الثياب  والدماء تسيل من خديها   وقد بلغت  من التأثٌر والتشنٌج مبلغا اعجزها على الصراخ   تتقدم النسوة مواسيات فيحتد  النحيب والصياح  كأنٌهنٌ  يحرٌضنها على المزيد فيشتعل المشهد  من جديد...الرجال   في البيت المجاور   لا يقلٌون فجيعةللمصاب  لكنهم رجال! والرجال  لا يبكون!كما لا يضحكونبصوت عال   ولا يخرجون عن طورهم  مهما واجهتهم من تحديات   فقد   يخاطب طفل  حتى لا يبكي   او يعبر عن مشاعر الخوف او الالم بالقول:- اسكت انت راجل ...الوالد المكلوم   لا يقوى على غير قول: - لا إله  إلاٌ الله  فيرد عليه الحضور  محمد  رسول الله   لكنه يستدرك ليحث الرجال على إسكات هؤلاء النسوة   فيسرع والده \ مسعود\ الخطى  تجاههن   وهو يدعوهن  بصوت عال   لكن صوته يضيع وسط  الجلبة   فيرفع عقيرته متظاهرا   بدفع هذه  او تلك الى الداخل   فااصدٌى له امه \ ام الخير  \ في شموخ  نادر  آمرة إياه   بالرجوع الى الوراء   لأنٌ النساء عاريات الرؤوس   وفي وضاع لا ينبغي   للذكور مشاهدتها  في النهار! ...يعود مسعود أدراجه  وهو يتمتم  بكلمات تبيٌن منها  أنٌ زوجته وحدها   من تعترف برجولته .. للٌاتها الحرٌات  البيضاوات لا يستحين منه   ويتحدٌثن معه في غير ما حرج   بل ويتندٌرن عليه   ضاحكات عابثات   ويضربن بخمرهن متى احسسن ان رجلا غريبا قادم أو سمعن صوته قريبا.تساءل بلعيد في نفسه  عمٌا إذا كان سواد  اللون يجعل من صاحبه   أقلٌ شأنا من غيره ...تذكٌر يوما عندما دعا احد السادة الاحرار  والده  أن يهتم  بضيوفه  والاهتمام هنا يعني  استقبالهم والترحيب بهمو  واستلام  خيولهم   والقيام بذبح  الذبائح  وسلخها وتقطيعها   على المفاصل   ومساعدة سيدةالبيت في اعداد الطعام  الى جانب زوجته ام الخير   وحين ينضج الطعام  عليه ان يصب الماء  على ايدي السادة  استعدادا لإلتهام الاكل   أمٌا هو   فيقف هناك على مقربة  منهم عساعم يحتاجون الى إضافة  حساء  أو ماء  أو ينجشٌأ  أحدهم فيسعفه بالقول  صحة  وعافية  وفيما هم يأكلون  عليه أن إعداد الشاي ينوعيه الاحمر والاخضر   وأن يظهر خلال ذالك  صنوفا من البشاشة والترحيب ما يدخل البهجة والسرور  على السادة ويلقى لدى سيده قبولا حسنا .. أجل إنه يتذكٌر ذالك تماما  كما لم ينس  تلك الحادثة المماثلة  عندما تعرٌض والده  للتأنيب المر   لأنه نسي نفسه وتقدم ليأكل مع الضيوف   وحينما التفت وجد الى جانبه الكلب  وهو يحرٌك  ذنبه   يمينا وشمالا  كأنه يعتذر   للحرج الذي   اصاب رفيق عمره   وهو ياتهم عضمة  اجتهد صاحبها   في اوالة اثار اللحم منها ..أسرٌ مسعود ذالك وغيره في نفسه   وذات ليلة   استيفظت   ام الخير  منزعجة  على اثر حلم لم تتذكر كل تفاصيله  فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيموفيما مدٌت يدها نحو زوجها   وعيناها نصف مغمضتين  زاد انزعاجها حين لم تجده  هرعت مسرعة  الى خارج  الزريبة   وهي تنادي  بلعيد  بلعيد  حتى شق نداؤها   سكون الليل   فهبٌت الكلاب مذعورة   وتعالى صياح الماشية في الزرائب المجاورة   عادت بعد بحث دون طائل   وفي الصباح الباكر   تجمع كبار القوم  من الرجال والنساء   والخدم والرعاة  يتساءلون ان يمكن ان يكون   فمن ائل   ربما قصد بيت اخته  او احد اقاربه  وبعد اعمال فكر   وتخمين   يضرب احد الرعاة جبهته بضاهر يدهعندما تذكر  انه قد سمعه في الاونة الاخيرة   يكثر من الحديث عن المدينة ...ام الخير تجلس على ركبتيها تضرف بكفيها على صدرها   لسان حالها يردد المأثور الشعبي الليبي\ناديت  يا حمد هيه   فات الدكامين غادي ومن ذاق خبز المدينة ما عاد يعمٌر بوادي ..وهي تنتحب ...تحلٌق حولها صغارها   ويذكر بلعيد  وهو الولد البكر   وقد عاد لتوٌه وكان مع بعض رفاقه  وبما انه قد بلغ مبلغ الرجال  فإنه  برغم   نحيب امه  وعويل اخوته   فضٌل أن يلعب   دور رجل البيت   خاصة بعد ان علم  أنٌ اباه  قد غادر   الى جهة   غير معلومة   ولكنه   من ناحية  اخرى كان مطمئنا   لأنه درك  نق والده قد  قرٌر اخيرا   تنفيذما أسرٌله به يوما   فقد كان يثق فيه   ويتعامل معه كأحد أصدقائه  على غير عادة   اغلب الاباء   في ذالك الزمان   فلايخفي عليه شيئا إلاٌ ما ندر ...هدٌأ من روع  والدته   واخوته   وطمأ،هم ان الوالد  ان شاء الله سيكون بخير   وانه سيعود  قريبا   غانما سالما  وسيحملهم معه الى المدينة .لم تصدٌق الام أذنيها لكنها هي الاخرى تثق في كل كلمة ينطق بها بلعيد  فلمٌا تمض  سوى لحظات حتى انقلبت المناحة الى طرب والحزن   الى   سرور...أخرجت الام   قبيلا من الشعير  كانت قد احتفظت به   للحاجة   ولن تجد مناسبة   اجمل من هذه المناسبة ..اشعلت النار  وأحضرت  الحمٌاس   ووضعت فيه بعض الرمل .. انتظرت قليلا حتى اصبح ساخنا   وفي لحظات صاح الاطفال \\  قليٌة  قليٌة\\ قالت في سرٌها   وهي تمسح العرق بطرف ردائها -  وشربة امٌيٌة  وليلة  هنيٌة -..كالعادة   وفي كل ليلة  تضع بعض  الاعواد   في قلب الكانون  يسهل عليها اشعال النار في صباح اليوم   التالي   وبعد ان تطمئن  الى انٌ كل الاطفال  قد لزموا اماكنهم   وتحت الحاح  اصغرهم   تسرد لهم ما تبقى من حكاية الامس -  خرٌافة الامس - كانت هذه الحكايات التي تجيد ام الخير روايتها  كثيرا ما تدفع ابناء وبنات الجيران   الى التسلٌل الى  كوخها   للإستمتاع بحكاياتها التي كان يجد فيها الصغار   اجابات عن تساؤلات   ومواقف تزعج   رؤسهم الصغيرة   وكانوا هم يزعجون بها الكبار من آبائهم وأمهاتهم  واخوتهم الاكبرمنهم سنا   لكنهم قليلا ما يظفرون  بالاجابات الشافية  امٌا لعدم  اهتمام الكبار او لعجزهم ز..فوجئت  ام الخير  ذات مساءبأحد ابنائها   يوجٌه لها سيلا من الاسئلة  وقفت امامها   حائرة ..لماذا نحن سود  البشرة ؟    ولماذا لم تنجب لهم طفلا ابيضا ؟؟ مثل ابناء الجيران لماذا يقولون عنٌا عبيد؟؟وهل لهذه الصفة علاقة باللون؟..حاولت ام الخير ان تكسر هذا الحصار  من الاسئلة    التيلاتعرف لبعضها جوابا   تقنع به نفسها   فضلا عن اقناع صغارها ...اخيرا اسعفتها الذاكرةبحكاية كانت قد سمعتها من جدتها حين كانت في سنهم \\  تقول الحكاية :-انه في قديم الزمان   كانت توجد بحيرة كبيرة  من يسبح في مياهها يصبح لونه ابيضا  فقفز فيها جد البيض الحاليين وكان اسودالبشرة   فأصبح  البضا   وجاء جدنا متأخٌرا   بعد ان غارت مياه البحيرة  فأدخل كفيه وباطن قدمية   فأصبحت  بيضاء ...نظر الاطفال  الى بعضهم البعض غير مصدٌقين  غير أنق الصغير   صاح قائلا :- لكن اسناننا بيضاء  وفي الصباحبدا كل منهم يتفحٌص كفيه وباطن قدمية كأنه يراهما للمرة الاولى واخيرا هز  الاطفال رؤسهم وهم يضحكون علامة الاقتناع ....يذكر بلعيد قبل عشر سنوات انه كان مراهقا  حالما   لكن سلوكه المعتدل  يعطيه عمرا اكبر   من حقيقة عمره   هو على كل حال كغالب مراهقي جيله كل شيء لديه بقدر   الضحك والحدبث  بقدر كما هو اللهو   لم يعش انطلاقة  الشباب بمرحه  ولهوه وعبثه  ونشاطه وابداعه  فكان بمعايير مجتمعه   يضرب به المثل   في الاتزان والعقل كما يراه اخرون انه \\نيٌة \\  حتى صارحديث   اهل النجع   حباه الله الى جانب كما يقولون خفة دمه وسامة مقبولة  بمقاييسالجمال الزنجيةلكنها بكل ت\كيد لا ترقى الى الدرجة التي تعطيه الحق   في التطلٌعالى اكثر من زنجية مثله  دفعته مرة اوهام المراهقة   واحساسه بتعلٌق احداهن من الصبايا المراهقات من امثاله بها وعجابها بخصاله  الى الجرأة على سؤالها  عما اذاكانت ساقبل به زوجا  اذا تقدم لخطبتها   على سنة الله ورسوله   فأجابت دون تفكير بالرفض وأردفت ..مازال!  إلاٌ  الوصفان وانصرفت  ..مريم وحدها من بين صويحباتها ربما ما وهبها الخالق من شفافية نادرة تشعر ببعض ما يحاول بلعيد كتمانههي مثله في الواقعلا تستطيع البوح بكل  ما يعتمل في صدرها   وينمو ويتجذٌر وسط شرايينها   يضغط على قلبها   وعقلها فهما نتاج بيئة ومجتمع واحد  الحب فيه عيب   غير انٌ موقفها اكثر منه حرجا كونها  انثى  هكذا هي في نظر الكبار والصغارلا  تعدو ان تكون \\وليٌة \\ناقصة عقل ودين   فقد يتحكم في مصيرها  اصغر اخوتها الذكور الذين تبنى عليهم الامالفي حفظ ثروة العائلة   ونقاء دمها   وهي من هي سوى مخلوق من ضلع  اعوج  وكما انٌ لونه الاسود يشكٌل عائقا قي طريقه فلونها الابيض كذالك ..حدث مرة  في لقاء غير مخطط له في  احدى الامسياتاستمع الى نداء كالهمس يدعوه الى القدوم الى بيتهم في الطرف الاخر من الحي   لم تكم صاحبة الصوت  سوى  -مريم   لن والدها يحتاجه في امر ما ..بلعيد يسرع الخطى كي يتقدم  مريم   فهكذا هو العرف  الذكور دائما في المقدمة   تحثق مريم السير  لتلحق به  قائلة :-انتظر فلست موسى  وانا لست احدى ابنتي شعيب لم يبه لملاحظتها رغم انها حركت في داخله  ما ظل يمارس عليه القمع  مذ تعلق قلبه بها  ولم لا وهو القوي الامين قال في نفسهلكن احساسا سيطر على كيانهفي تلك اللحظة لا يشعر به غير المحبين ازدادت معه خطاه سرعة ..أنٌ الناس  جميعا يرقبونه  ويسمعون كل كلمة  ويرون كل حركة   تصدر عنهما بل لعلهم يطٌلعون عمٌا يعتمل في صدره ويقرؤن افكارهوولن يغفر لنفسه  اذا لحق بها سوء نتيجة تهوره غير المسؤل هذا   ...لقد ولدا وعاشا  طفولتهما وشبابهما معا  ولإيمانهما الفطري  منذ ان وعيا   الحياة  بأنه لحكمة   قضى الله   باختلاف الالوان   كما الالسنة   بين مخلوقاته   ربما اختبتارا   للبشر   الذيم كرٌمهم  بالعقل   وحثُهم على إعماله  في التأمٌل والبحث والتنقيب  في أنفسهم  وفي كل ما يحيط  بهم   وأنٌ سائر الالوان نحن الذين  نكسبها معاني   اخرى   غير التي اودعها الخالق فيها   بما نسبغه عليها  من معان اجتماعية وثقافية   ..فنحن نحب السواد في موضع   ونحتقره في مواضع لخرى   لأننا نحن نريد ذالك   لا لأنٌ خصائص هذه الالوان تتبدٌل من موضع لآخر ...ما هذه الفلسفة   يا بلعيد؟  سأل نفسه ولكنه  أضاف  إن ما هما على يقين منه  انهما على حق  وأنٌ هذا الحق  يوجب عليهما   الصبر   عمٌا سيعترض سبيل حبهما فهذه البذرة   التي اودعها الله في قلبيهما  ينبغي ان تنال   منهما الرعاية   المثلى  وان يهيئا لها مناخ الانبات والنمو  دون تعسٌف فمن يدري     ففي الزمن   غير المناسب   والمكان غير المناسب  قد  تتحقق المعجزات.. أيعقل ذالك يابلعيد؟؟@..في فصل الربيع وقد لبست الارض  حلة  مزدانة   بألوان الطيف  من  أزهار لم يكن   ليد   إنسان   فيها فضل تشكٌل في مجموعها   دون  تنسيق سوى ما جادت  به الطبيعة  لوحة   غاية  في  الدلالة على بديع   صنع  الخالق يشي  بأنٌ التنوٌع في  كل شيءأساس اكتمال الصورة   ووحدة  الاشياء   يتربٌع  على رأسها  أزهار  البوقرعون   الحمراء  .. قوافل  من النحل  والزنابير   تشنٌف  الاسماع  بطنين  أجنحتها وتمتٌع   الابصار   بحركاتها  البهلوانية وهي  تتنقٌل في عجلة   من أمرها كأنما هي  تحاول أن تنال من الرحيق قدر ما تستطيع قبل فوات الاوان فأشهر الربيع   الثلاثة  هي كل عمرها..طيور المك   وهي تعلوا في حركات رشيقة إلى اعلى ثم تنزل   مسرعة حتى تكاد أن تنغرس على رأسها ...في هذاالجو المليئ بالبشر والمرح يخرج  القوم بمواشيهم الى المرابع فأكثر ما يميز هذا الفصل  أنٌ الافراد والاسر  يخرجون للإستمتاع بجمال الطبيعة   والتقاط الفطريات البرية   كالترفاس والفقاع   وبعض الاعجاب كاللٌازول  والقيز  والحمٌيضة   والقطف   وغيرها   فكأنٌماالى جانب انه الفصل الذي يجمع مظاهر الجمال   هو موسم الحب و المحبين...بلعيدوقد  أصيب بهذه المحنة   يذكر دائما خروجه  مع صبايا النجع   اللٌاتي كنٌ دائما  يفضٌلن  صحبته  رغم وجود الشباب من أقرانه  ولا يتحفٌظن كثيرا في الحديث  أمامه  عن أمالهن وطموحاتهن   وأحلامهنٌ  بل وقد  تتجرأ بعضهن  على التحرٌش به من قبيل الدعابة  والتسلية.. آنذاك  كان في غاية السعادة   لم يدرك  إلأأٌ متأخرا  أنٌهن  كن يفعلن ذالك  لأنه( وصيٌف) أمثاله في الماضي  القريب  ايام حكم الباشوات الاتراك\\مخصيٌون \\لايخشى السادة  منهم على نسائهم  ولأنه ليس كذالك فإن شيخ القبيلة  قد نهره بشدة  واحتقره  امام ابنته   مريم   إمعانا في التقليل   من شأنه وإشعاره بأنه  لا يعدو أن يكون عبدا بن عبد  وكال له ما لا يعدم  من الاوصاف وفي اليوم التالي   عقد قران مريم على ابن عمها .....لم يكن في المنطقة  ما يشجٌع على الاقامة  او يدعو  الى الصبر  على المعاناة  اليومية .. يخرج عادة    غالب الاباء   منذ الصباح الباكر  الى السوق  املا في الحصول على فرصة  عمل   وهي على محدوديتها  لاتزيد عن افراغ شاحنة    من السلعة لبعض الموسرين  او الطوب والحجارة  او نقل بضاعة   على  - الكارٌو -  يقوده  الرجل او يدفعه   بنفسه  او العمل في مجال البناء  أ,و افراغ  الابار السوداء ..قلٌةمن المحظوظين الذين قد يحصلون على فرصة عمل بالقرعة  او  الواسطة   لدى احدى شركات النفط الاجنتبية  او تبع احد مشاريع  -  النقطة  الرابعة الامريكية   عدا ذالك  فإن رب الاسرة   غالبا ما يعود  خالي الوفاض ليجد الزوجة والاولاد يتضوٌرون جوعا  وحرمانا  وهو ما دعا كثيرا من  اولياء الامر   من الفقراء  الى دفع ابنائهم  الى الالتحاق   \\بالبوليس  او الجيش  وليس الامر سهلا ما قد يتصوٌر البعض دون توصية من نائب في مجلس  النواب  أوأحد  النافذين كماهو الحال في كل زمان ومكان لعلٌهم بذالك  يتمكنون من توفير لقمة عيشهم وكسائهم من اجور هؤلاء الابناء وبذالك  امست  فرص استكمال التعليم قاصرة على ابناء الاثرياء من كافة المراحل التعليمية وعادوا خدما وعبيدا  لزملاءالامس..بلعيدلا يعلم حتى الان كيف تسنى له الافلات من هذا المصير لكنه يرجع الفضل دائمل  لله الذي وفٌقه وإلى عناد وكبرياء والده  مسعود فهو لايزال يذكر جيدا عندما طلب منه بعض السادة ايقاف ابنه عن الدراسة ليقوم بأعمال الرعي والزراعة والخدمات المنزلية مقابل اجر تقتات منه اسرته فرفض  بقوة وإباء مادعاه الى ترك نجعه وعائلته فجرذالك اليوم المشهود....ابتسم بلعيد وهو يهز  رأسه حين تذكٌر قصة رواها أحد معلميه جرت أحداثها أثناءالحكم الايطالي  لليبياحين فرض المستعمر انذاك على زعماء بعض القبائل تعليم احد ابنائهم  فاستبدل أحدهم إبنه بإبن أحد مخدومييه من السٌودوتبيٌن بعد ذالك أنٌ ذلك الطفل الاسود لم يكن سوى  \\ الاستاذ والمؤرٌخ والموجٌه الكبير المرحوم محمد بن مسعود  فشيكة  المعروف    لدى الاجيال التي عاصرته  حتى  نهايات  خمسينات  القرن  العشرين.وربما يعودفي أصوله إلى منطقة  تاورغاء وقد يعود زعيم القبيلة إلى منطقة مصراته المجاورة... .فيا لسخرية المقادير أحيانا...لم تمض سوى سنة واحدة انقطعت خلالها  اخباره  عن زوجته وصغارها  مرٌت دهراوفي إحدى الامسيات وقرص الشمس على وشك المغيب تراء ت  للعيون عربة  وكانت  نادرة ..وقف القوم يشيرون باصابعهم نحوها   وقد اختلفت  تخميناتهم  فمن قائل انها تقصد  بيت شيخ   القبيلة   ومن قائل انها سيارةلإحدى شركات النفط   الامريكية او الفرنسية   ربما تاه سائقها عن الطريق..لم تتوقف التفسيرا ت  إلاٌ عندما  توقفت أمام كوخ  ام الخير   التي سارعت  الى تغطية   راسها واقفة خلف ساتر ترقب المشهد عن كثب وهي تحث بلعيدعلى استقبال الضيف والترحيب به  لكن الدهشة  تلجم  لسانها   وهي ترى السائق يترجٌل من العربة  متجها نحوهم  ولا يلبث ان يضع احد اطفالها بين ذراعية في شوق وهو  يصيح بصوته المعهود...ام الخير   ام الخير ..إنه  هو فهي تميز   صوته جيدا حين ينطق باسمها فهو  لا يقوى  على نطق   حرف  الرٌاء بوضوح فتجيب بعفوية ولهفة  واضحة   وهي تلتفت  يمينا وشمالا كمن يشعر فجأة انه قد تجاوز حدود التعبير الطبيعي عن المشاعرفيفعل اي شيءلكي  يداري به  مايبدو في حقيقته امام الاسوياء شيئا طبيعيا ...التأم شمل الاسرة وعادت  البسمة الى ثغورهم بعد ان هدأت نفوسهم ...كان الصغارينظرون الى بعضهم البعض ويبتسمون انتظارا لما قد يكون اشترى لهم والدهم  من هدايا لكن نظرات ام الخير لم تفارق وجه مسعود تتفحٌصه.. تستطلع وتفسٌر كل حركة..  كل همسة تصدر عنه فيهرب هو بناظرية المرة بعد الاخرى متشاغلا احيانا بمداعبة احد ابنائه ولكنه يختلس النظرات الى ام الخير  بين الحين والاخر دون تركيز .. رغم جو الفرحة   والبهجة   اللذين سادا   افراد الاسرة   إلاٌ أنٌ  أسئلة  ملحٌة وهواجس وظنون شتى ظلٌت تعتمل في صدرها  بركانا يخرج  بين الحين والاخر  زفرات وهواء ساخن   يلفح  وجه  مسعود...@..أم الخير امرأة طويلة  القامة غليظة الملامح   تميل الى السواد  لا تفارق البسمة  ملامحها   بشوشة  خدومة  اكتسبت  حب وتقدير الكبار والصغار   ورغم انٌ تلك الليلة كانت تميل الى البرودة   فقد ملأت ذالك ذالك الكوخ  بالدفء والحبور برغم  إصرار الصغارعلى السهر إلاٌ أنٌ رؤسهم الصغيرة سرعان ما استسلمت إلى سبات عميق   في حين لم تر عينا مسعود  النوم قبل ان يفرغ كل ما في جعبته من اخبار عن مدة غيابه التي استغرقت كما اسلفنا  عاما كاملا  وعندما  اصبح الصباح   استيقظ الاطفال على ضحكات امهم   وهي  تتبادل الحديث مع والدهم   في توافق وانسجام   واضحين !!  يضع احد الصغار سبابته على شفتيه اشارة الى اخوته بالتزام الصمت   ويضع اخر يده على فمه حتى لا تخرج  الضحكة .....  بلعيد   يدرك الان أنٌ مدة  إقامتهم في أطراف البادية باتت مسألة وقت لاغير  فقد علم من والده انه استطاع  خلال غيبته أن يؤمٌن لهم مسكنا  ولنفسه  عملا سائق شاحنة  في شركة  - عكرة  -لنقل القمامة ..عبثا حاول    افراد القبيلة إثناء مسعود عن قراره بالرحيل الى المدينة..تجمعت الجارات حول ام الخير  لتوديعها   تحمل كل واحدة منهن  معها ما تيسر   فهذه صرة من دقيق  وتلك بعض  السويقة  وثالثة  بعض التمر والتين الجاف وغيرهن  زوٌدنها بقطع من القماش واخريات بالنصح  والدعوات   لها بالستر  او يطلبن مها السماح...ارتفعت مشاعر الحضور واشتدت  حرارة الموقف  فلم تتمالك الحاجة  مدللة  نفسها   وهي التي عرفت بين نساء القبيلة بقوة الشكيمة والصبر على المكاره  فانهارت واجهشت   ببكاء مركما لو أنها لم تبك من قبل  لم تقو  ام الخير  على استيعاب الموقف  فعانقت صديقة عمرها عناقا طويلا  تبادلتا فيه القبلات والزفرات والدعوات  والوعود  بالتواصل  والزيارة ....مسعود بدوره  وهو يضع القطعة الاخيرة من اثاث البيت وأي ُاثاث هو!في السيارة   يسارع الى السلام على رجال القبيلة   الحاضرين مودعا  لهم   ومودعا اياهم امانة تبليغ سلامه لكل الاصحاب والاصدقاء ..عينان تدمعان على مقربة من هذا المشهد سرعان ما تبادر صاحبتهما الى ازالة اثار الدموع حتى لا يلحظ  احد العزٌال ذالك..بلعيد  يودٌع  زملاءه وعيناه هو الاخر تدوران في محجريهما   تبحثان عن مريم التي كما اسلفناكانت قد اتخذت زاوية ترى من خلالها حرارة المشهد دون ان يراها احد وهي تجهش ببكاء مكبوت...@,,الصمت يسود افراد الاسرة الراحلة  تتنازع نفوس الجميع مشاعر مختلفة ومظطربة بين فرحة التئام الشمل   وانتقالها الى المدينة التي كانت دائما محور حديث مسعود وبين لوعة فراق  مرابع الطفولة والاحبة والخلٌان  فالارض وان جارت عزيزة  والاهل وإن ظنوا كرام  ولاشك انٌ تجربة جديدة  تنتظر كلا منهم  ومجهولا غير منظور يستعدون لارتياده...مسعود بما اكتسب من تجارب حاول الترويح  على ام الخير   واولادها   فحدثهم  طوال الطريق   عن حياة اهل المدينة   عن الانوار   المعلقة   والطرق المعبدة   عن انواع  السيارات  التي تزدحم بها الشوارع عن  الاسواق والسلع والبضائع   عن دور الخيالة \\ السينما  عن البحر   عن اشياء اخرى كثيرة    كان لحديثه   اثر بالغ  جعلهم يتفاعلون معه   هم يسألون وهو  يجيب  بدأت معها أمال  الفرحة تزداد  ولوعة الفراق  تضمحل   رويدا  رويدا...مسعود  يمسك  بمقود السيارة بكلتا يديه   وهو  يدندن   ببعض ابيات من الشعر الشعبي   يشغل بها نفسه ملتفتا بين الحين والاخر نحو ام الخير وملوٌحا لها بغمزة من عينه كأنه  يشجعها على المزيد من التفاعل معه  ويداري بها عما يساوره من قلق وهواجس تعتمل في صدره   ومشاعر متقاطعة   تذكره   بمدى فداحة  المسؤلية   التي  اقدم عليها   بقراره   الانتقال باسرته  الى المدينة   غير ان ما  يخفف   عليه انه سيقيم واسرته بالقرب ممن سبقوه بهجر البادية من بعض  اقاربه وجيرانه القدامى الذين تمكنوا من مساعدته  في تأمين العمل له  كسائق بشركة  النظافة -عكرة -  وبناء كوخ له \\ برٌاكة   في باب عكارة \...ام الخير   وانطلاقا من  ثقتها  في حكمة زوجها    لم تقو على مقاومة  هدهدة    حركة  السيارة  المغرية  بالنعاس   فاستسلمت  للنوم  امٌا الاطفال   فإنهم في غاية  السرور   والبهجة   يترقبون  اللحظة التي   تطأ فيها اقدامهم    ارض المدينة ...بلعيدوحده الذي قضى  معظم الطريق   صامتا   رغم   احساسه   بارتياح   مشوب   بحذر لا يعلم  مبعثه ..شد  انتباهه انه كلمااتجهت بهم السيارة  شمالا   يزداد الطقس ميلا  للبرودة   كما تزداد حركة  السيارات   ويبدو الطريق   اكثر انحدارااعمدة   الكهرباء   والاشجار   وكل الاشياء على جانبي الطريق   تترائي  له   كأنها تجري في الاتجاه المعاكس...اخيرا احسٌ أنٌ العربة قد اتخذت اتجاها اخر   بدأت معه تترنٌح   ذات اليمين وذات الشمال  صعودا  وهبوطا   ذكٌره بانطلاقتها   الاولى في البادية   بين الكثبان الرملية ..أصوات  وحركة  دائبة  لأطفال  ..خذ يمين   خذا يسار..عدٌل ...فالوقت  ليلا  لا يكاد معه أن يميز  ملامح  وجوه الحاضرين   سوى أصوات  بعضهم فهو يعرفهم   حق المعرفة   فهذا عمه  بركة    وذاك  خاله  خير  وحين  قفز   من العربة  وجد نفسه وجها لوجه مع ابن خالته سعد  فتعانقا   بحرارة   يضرب كل منهما ظهر الاخر  في حميمية  لا تخلو   من خشونة   من لا يعرفهما   يظن  انهما يتشاجران..لقيت العائلة من الترحيب ما خفف عنها عناء  ومشقة  السفر   نام بلعيد ليلته نوما  متقطعا   ونهض في الصباح  مبكرا   على اصوات الديكة    وصهيل الخيل  ونهيق الحمير   ونباح الكلاب    وكأكأة  الدجاج تختلط  بأصوات نساء واطفال   يحملون   براميل   واواني   مختلفة  الاحجام   للحصول على الماء   من حنفية   عمومية   يستخرجون منها الماء  يدويا  بواسطة  ذراع   يحركونها  بقليل من الجهد الى اعلى والى  اسفل    البعض ينهر   الخيل والبغال والحمير لجر عربات مختلفة كما انٌ البعض الاخر يستعد لجرٌ  أو دفع عربات أخرى  اقل حجما  بنفسه...ام الخير كعادتها استيقظت  مبكرةلإعداد الافطار ...لم تفاجأ عندما  وجدت الجارات قد  سبقنها باحضار الشاي وخبز الشعير الذي اعددنه في بيوتهن فالقوم لم تنسهم   الاقامة   في المدينة   بعض عاداتهم   التي  توارثوها   وبينها  إكرام الضيف   فالجار الجديد  يتسابق القوم   الى استضافته   بما  توفر   لديهم   وهو  قليل   فاغلب الرجال   كانوا  امٌاعاطلين عن العمل او يمارسون اعمالا اقرب الى السخرة منها  الى اي شيئ اخر  بعضهم  يصرف ما يناله  من قروش لا تغني  ولا تسمن من جوع  لدى \\ماركوني وزوجته  ليزا  \\في محلهما الذي يقع غير بعيد من دارعرض بميدان السويحلي القريب من مركز المواصلات  حيث يلتقي العمال العاطلون   والمتسكعون لاحتساء  الجعة   وما تبقى لدى البعض الاخر   يدفعه بسخاء لبائعات الهوى   وكن يعرضن  بضاعتهن  على قارعة  الطريق في شارع  الكندي وغيره   حيث كن يعملن   بتصاريع  وأذونات مزاولة مهنة وفق القانون ودستور استقلال المملكة هناك  حيث قد  يلتقي بعض من تجمعهم  قرابة  بدرجات متفاوتة بين الاب وابنه  وابن الاخت وخاله و كاد بلعيد ان يتعرض لتجربة من هذا النوع  في اول جولة استطلاع  له   في المحيط  رفقة  ابن خالته   لولا انهما عادا على عجل   حتى كاد بلعيد  انذاك   ان يتوه عن العودة الى اهله   فقد افترقا   هروبا   امام مطاردة \\ القوة  المتحركة  \\ المدججة بالهراوات والقنابل المسيلة  للدموع  لمجموعات من الطلاب   كانوا يتظاهرون احتجاجا ...علم  فيما بعد انها ضد التواجد الامريكي  زاد  اوارها  بعد انتشار  خبر مقتل احد المواطنين الليبيين غدرا كان شرطيا  يدعى \\عبد الله بريك   الحرابي \\             

      ;.تماما كما قتلت  الطفلة - معيتيقة - على مقربة من تلك القاعدة   والتي سميت باسمها تخليدا لذكراها كما سنرى لاحقا  ثم لحقت بهما   المرأة الصويعية -  الزايرة- وهي ترعى قطيعها   غير  بعيد من قاعدة  \\الوطية احدى القواعد الخمسة   الأمريكية  في ليبيا وكنت  مخصصة  لتدريب الطيارين الأمريكيين  وربما الإسرائيليين  وغيرهم  ويزداد  الوضع تفاقما حين التحمت جماعات  اخرى متفرقة   لمختلف الاغراض والمشارب @@::مدينة طرابلس تبدوشبه خالية  من حركة  السيارات عدا عربات الشرطة التي تجوب الشوارع بسرعة  جنونية  جيئة وذهابا   وفرق العذاب  من رجال القوة المتحركة   تتعقب المشاغبين  والحرامية واللصوص   كما وصفوا صبيحة اليوم التالي   وبعناوين بارزة على صدر صحيفة  طرابلس الغرب   الصحيفة الرسمية الوحيدة الناطقة باسم الحكومة أنذاك   ...تم القبض على العشرات  دون تمييز   جمعت مختلف الاعمار ...بلعيد كان احدهم   فهو  حديث عهد بالمدينة   رأى الجموع تجري ودون ان يدري وجد نفسه بينهم يسابق الريح,, حضه العاثر  وضعه بين يدي   العتاولة حين قبض عليه   في شارع مغلق  استسلم  لقدره  دون مقاومة  لكن الهراوات ظلت تتناوب على راسه وظهره  وفي كل مكان  من جسمه صعودا وهبوطا   ..تحسٌس رقبته فوجد سائلا ساخنا  لزجا  بين اصابعه  ولم تمر سوى لحظات  حتى قذف به داخل عربة  مع اخرين   تكدٌسوا فوق بعضهم دون ترتيب كأكياس قمامة ادخل الجميع   وسط   بهو  واسع  قذر لا يختلف كثيرا على احد المكبٌات المنتشرة في انحاء البلاد جلس  الجميع على الارض  وايديهم   فوق  رؤسهم ...التفت في كل الاتجاهات فلم يعرف احدا تأمٌل الجدران فبدت له كأنها جريدة حائطية تواريخ واسماء مختلفة ورسومات  المتأمٌل فيها يدرك دون عناء   انها صادرة عن نفوس بائسة   واجهت  صنوفا   من القهر والعذاب والمعاناة وربما بعضهم لم ير النور بعد ذالك  ابدا  او خرج  بعاهة   مستديمة   تذكٌره دائما بأنٌ في البلاد  حكومة!! ...تصور نفسه أحد هؤلاء بل هو كذالك   فقد  يفقد حياته  او احدى حواسه   او اطرافه   او يعيش معتوها  يجوب الازقة والشوارع   على غير هدى وليصيح مثار ضحك  وسخرية اطفال فشل اباؤهم في تربيتهم...وبينما هو كذالك تتقاذفه  الهواجس والافكار  وهو يجلس في زاوية  مظلمة   يبحث عن وضع مريح بين اكوام الاجساد   التي انهكها التعب يتلمٌس بيده  فيما حوله..شيء ما رطب الملمس يمر فوق رقبته  يقفز من مكانه ليتخلٌص منه ازعجت الحركة احد الجيران  فأخذ  يكيل له من الشتائم  ما جعله يمتنع عن حك انفه  الذي كما تبين فيما بعد ان حجمه اصبح كقبضة اليد  لتعرضة  للسعة حشرة كما تبين ان ذالك الغريب الذي كان سبب تلك الجلبة لم يكن سوى  فأر اعمى ...هاجمه إحساس من تقطٌعت به كل السبل   فوضع رأسه بين  راحتيه   وهو يجلس القرفصاء واستسلم في صمت لبكاء مرٌ لكنه سرعان ما تماسك   حين أحس بيد  تشده من الخلف برفق...كان سعد  هو الاخر قد  قبض عليه في شارع اخر وقد تعرٌض لضرب مبرح لذالك قضى معظم الوقت مغمى عليه   وحين عاد اليه وعيه   تعرٌف الى ابن خالته الذي كان يعتقد انه قد تاه في المدينة ..التفت كل منهما تجاه الاخر   فتعانقا بحرارة   ثم انفجرا ضاحكين !!ولكنهما شعرا انهما ليسا وحدهما   في هذه القاعة المظلمة ...لم تمر سوى دقائق حتى بدأت ـ فيما يبدو  عملية فرز بين المعتقلين فأخرج  الاحداث والشيوخ   وامر الباقون بالوقوف استعدادا  للتحقيق معهم ....حركة  دائبة وسط سجن \\بورطابينيتو\\اوالحصان  الاسود في منطقة  بن غشير بطرابلس كما كان يطلق عليه أنذاك... نودي على الواقفين   واحد واحدا ...انت يا لزرق !  وكان الصوت يعني بلعيد  الذي التفت خلفه رغم ادراكه بأن لا احد وراءه الاٌ الجدار وبصوت جهوري يدعى مرة اخرى بذات الصفة  تقدٌم سعد نحو المنادي   غير أنٌ الشرطي دفعه جانبا بعنف ناعتا بلعيد هذه المرة بالغباء   اضافة الى منحه لقبا اخر   لم يسمع به من قبل   وهو ما جعله مترددا بين ان يتقدم او يلزم مكانه  وهو ذات السبب الذي جعل سعد يستجيب للمنادي   لمعرفته المسبقة بأنٌ تلك الصفة تطلق عادة على السٌود في المدن ....أدخل بلعيد مكتبا خاليا من الاثاث عدا طاولة وكرسي متهالك وخزانة حديدية   في احدى الزوايا   ظل واقفا في صمت   ينتظر المجهول القادم بضع دقائق مرٌت وهو على هذا الحال ...فجأة يفتح باب جانبي  بقوة   ويغلق بقوة   وبأسلوب لا يدعو  الى الاطمئنان  زادت معه ضربات قلبه تسارعا وهو يتأمٌل جاهدا ولا يكاد يميٌز ملامح ذالك الرجل  الغليظ الذي وجد نفسه امامه وجها لوجه ...تمتد يد الرجل في لمح البصر لتصفعه صفعة كادت أن  تزلزل  كيانه..تماسك واضعا يده على خده ولما يكد ان يسترد  انفاسه   ويستوعب بعض ما حلٌ به  حتى عاجله بركلة اقعدته على الارض   الحقها بجملة من الشتائم ..ياكلب  يا عبد.. ثم قدٌم له ورقة  وقلما قائلا..اكتب.. من هم رفاقكم ؟ ما اهدافكم ؟ من المسؤل عنكم ؟  جملة من الاسئلة  وقف بلعيد  امامها حائرا كتلميذ خائب انتهى من قراءة ورقة اسئلة الامتحان  ولا يملك اجابة لسؤال واحد  لكنه هنا لايستطيع ان يعيد  ورقة الاجابة بيضاء   عليه ان يجيب على كل الاسئلة   وبإجابات مقنعة للمحقق وبينما هو في هذه الدوامة من الافكار  يشق سمعه صوت  صراخ  من غرفة مجاورة مازاد من اشتداد  اضطرابه وخوفه فاستيقظ  مرعوبا  ويد المضيفة الرقيقة تهزه  برفق قائلة :- اربط الحزام من فضلك..تمر الطائرة بمنخفض جوي..رجاء اربطوا الاحزمة  وهي توجه النداء لجميع الركاب - وكانت تلك بعض الاساليب  البوليسية في استخلاص المعلومات التي يرغبون في سماعها من المعتقلين@.التاريخ اليوم 14-يناير1964  ورغم أنٌ بلعيد ليس من متساكني منطقة الزاوية الغربية  كان عليه أن يثبت ذالك بإحضاركفيل  يكفله ويتعهد  بمسؤليته عليه عما إذا بدر منه اي عمل يهدد أمن البلاد ظل يبحث عمٌن سيكفله وهو الغريب عن طرابلس  حتى هداه تفكيره إلى أحد أقارب والدته  الذي كان مقيما في -  كامبو - باب عكارة-كفله وابن خالته  ..في صباح اليوم التالي.. حملت صحيفة طرابلس الغرب انباء عن اعتقال العشرات من الشباب البعثيين كانو قد  تسللوا بين جماهير الزاوية الهائجين والقاصدين إلى قاعدة  - هويلس الامريكية مطالبين بإغلاقها كما اشارت إلى أسماءبعض القتلى عرف منهم الطالب -  البيجو -وغيره في شرق البلاد@     khd-1944@hotmail.com 

الخميس، 9 فبراير 2017

نقطة نظام ..نقطة نظام لزعماء التجمعات والحركات والجبهات

المبادأة   سمة  الثوريين الذين تتضاءل  أمامهم كل  الحسابات من أجل تهيئةكل الظروف من أجل إنجاح  مشروعهم  الحضاري الذي آمنوا به وعاهدوا عليه قائدهم على الإستمرا ر في تنفيذه حاضرا  أو  غائبا ذالك  المشروع  هو أن يحكم الناس أنفسهم  بأنفسهم   ويديرون حياتهم   بالطريقة  والأسلوب الذي  يروق  لهم  دون  نيابة  أو  تمثيل  أو  تفويض..حيث  لانيابة عن الشعب ..إلى ذالك فإنٌ أي جماعة  تعلن عن نفسها في الداخل  أو  الخارج تحت  أي  عنوان دون أن يكون صلب برنامجها  السلطة كل السلطة للشعب الليبي  والثروة  كل الثروة  للشعب  الليبي  ولاسلطة ولاثروة  لسواه.وأي كيان لا يلتزم  بذالك  صراحة    لا يعدو  أن يكون حزبا  قزما غايته احتكار السلطة والثروة  لأفراده  المكونين  له ..ولافرق  هنا أن تكون هوية هذه  الجماعة  أو  تلك مدنية  أو عسكرية  دينية أو لادينية.وتأسيسا عما تقدم   فقدخرج   علينا عدد من الكيانات السياسية لاندري  على وجه  اليقين شيئا عمن خلفها   تحت عناوين  جميعها  تتشح   بالوطنية  والشعبية فهذه  الجبهة الشعبية  لتحرير ليبيا  .. وتلك  الجبهة  الشعبية  لتحرير  الجماهيرية  ..وأعدوا- وذالك  التجمع  الوطني وتلك الحركة  الوطنية الشعبية   الليبية..وهلمجراء.إن  التنوٌع في حد  ذاته سمة الحياة  السويٌة.. لذالك  فليكن  كلٌ  كما  يشاء وليحمل  كلٌ الإسم الذي  يروق له وليختر  كلٌ اللون الذي يريد  وتلك هي قمة  الحرية ولتكن السلطة للشعب والثروة  بيد   الشعب   وليكن التنوٌع  في إطار الوحدة  

الثلاثاء، 7 فبراير 2017

حقا التاريخ يعيد نفسه

حقا   التاريخ   يعيد  نفسه  " يذكٌرنا  التاريخ أن دول أوربا بعد  أن وحدت  بلدانها سعت  إلى مدٌ   أطماعها إلى جيرانها في  جنوب  المتوسط وهي  المرحلة  الإستعمارية  التي  شهدتها  منطقتنا  العربية ودول ما أطلق  عليه  (  العالم  الثالث) حين بات (رجل أوربا  المريض  (دولة  ال عثمان  (تركيا ) بعد  أن  انحسر نفوذها في منطقة  البلقان وبدأـ تفقد سيطرتها تباعا  على ولاياتها  في منطقتنا العربية  وعن  بلادنا  ليبيا  اظطرت  الدولة  التركية  على التنازل عن حكم ما كان  يعرف  بولاية  ليبيا  لإيطاليا بموجب اتفاقية أوشي1911 ..حين نالت إيطاليا ما أرادت من وراء  هذه  الإتفاقية  مع  تركيا   سعت من جهة  أخرى  إلى تدعيم  هذا النصر  المجاني   لدى  فرنسا التي  كانت  تتطلع  هي  الأخرى  لاحتلال  تونس  المجاورة  فطلبت  من هذه  الأخيرة الموافقة  على إطلاق  يدها  في  ضم  ليبيا  شاطئا  رابعا لها مقابل عدم  اعتراضها على احتلالها  لتونس ..وفي الزيارة الأولى  للرئيس الأمريكي  ( ترومب ) لروما طلب  مضيفه  الإيطالي ضمان موافقة  الولايات  المتحدة  الأمريكية على   انفرادها  بالتعامل مع الملف     الليبي للعوامل  التاريخية  المعروفة ولعلاقتها  المباشرة حصرا  بقضية ما   أطلق عليه الغرب   هجرات  غير شرعية  عبر المتوسط   انطلاقا من الشواطئ  الليبية وهو أمر يشبه اليوم تماما ما جرى بالأمس  في  بدايات القرن في إطار تبادل وضمان مصالح الدول  تجاه  بعضها ..لا نعلم  على وجه  اليقين كيف  كان  رد  الرئيس  الأمريكي  على هذا  الطلب  الإيطالي  الواضح  والمباشر ولكن  ما نعلمه   وبات في حكم  اليقين مقررات مؤتمر الاتحاد الأوربي في مالطا  مؤخرا بشأن  الهجرة  ومذكرة  الإتفاق  التنفيذية  التي  وقعها  العميل  السراج مع الجانب  الإيطالي بحضور وزير خارجيته سيالة وكان  هذا الأخير  شاهدا على معاهدة الصداقة والشراكة الليبية الإيطالية   المعروفة عام  2008 .  والتي  عدٌت في حينها  نصرا مؤزٌرا  حققته الجماهيرية  العظمى   على الدولة  الإيطالية  بقيادة  معمر  القذافي..مما يبدو معه أنٌ المجلس  الرئاسي ورئيسه  فائز السراج  ورموز فبراير  عموما قد نجحوا في  رد الإعتبار  للدولة  الإيطالية  أمام  الهزيمة  التي لحقت  بها حيت اظطرت إلى الإعتذار للشعب  الليبي على النحو الذي  تم وتضمنته  معاهدة  الصداقةوالشراكة  والتعاون عام  2008 وكأنما كانت غاية  عملاء  الناتو  تفريغ  هذه الإتفاقية  من محتواها فضلا عما يعد  رد جميل للدولة  الإيطالية التي  ساهمت في إطار تدخل حلف الناتو لإسقاط   الدولة  الشرعية في  ليبيا 2011 .أما عن  تبعات  وارتدادات هذه   المذكرة (الخيانية) فيما لو تم تنفيذها وقبل بها  الشعب الليبي فحدث  ولا حرج فالتاريخ يعيد  نفسه   حين  تتشابه  الظروف المحلية  والإقليمية  والدولية  وما أشبه   الليلة  بالبارحة  .

الاثنين، 6 فبراير 2017

ماذا عن معاهدة الصداقةوالشراكة والتعاون بين الجماهيرية العظمى وإيطاليا -2008؟؟

في 30 أغسطس 2008 في مدينة بنغازي أقرت إيطاليا عبر رئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني "بالأضرار والمسؤولية الأخلاقية التي لحقت بالشعب الليبي أثناء فترة  الاستعمار الإيطالي"، وتم توقيع معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون بين ليبيا وإيطاليا، وقال برلسكوني أن المعاهدة هي "اعتراف أخلاقي بالأضرار التي لحقت بليبيا من قبل إيطاليا خلال فترة الحكم الاستعماري"، مكررا "أسفه وأسف الشعب الإيطالي".[1]
وفي مارس 2009 وأثناء زيارة أخرى لليبيا، عبر برلسكوني عن ارتياح إيطاليا لتصديق ليبيا على المعاهدة مطالبا الشعب الليبي بالصفح عن حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا، مجددا الاعتذار.[2] وتنص الاتفاقية بين ما تنص عليه التزام إيطاليا بتقديم تعويض مالي يناهز الربع مليار دولار سنويا على مدى عشرين عاما، كما ستقوم ببناء مستشفيات لعلاج الذين تأذوا من مخلفات الاستعمار وتحديدا الألغام كما تتعهد إيطاليا بالتعاون في الكشف عن حقول الألغام المزروعة في ليبيا.
كما ستقوم إيطاليا بإعادة القطع الأثرية والمخطوطات والكتب التي تم تهريبها إلى إيطاليا خلال حقبة الاستعمار، وفي هذا الشأن أعادت إيطاليا في يوم توقيع الاتفاقية تمثالا قديما لفينوس آلهة الجمال هو تمثال "فينوس قورينا" تم أخذه إلى روما خلال الحكم الاستعماري. وأخذت القوات الإيطالية "فينوس قورينا"، وهو تمثال بدون رأس، من بلدة شحات المستوطنة الإغريقية القديمة في ليبيا.[3]
وفي الجانب الثقافي ستمنح روما بشكل سنوي منحا جامعية للطلبة الليبيين الذين يرغبون بممارسة دراساتهم في إيطاليا، وسيتم إعادة مرتبات التقاعد للجنود الليبيين الذين حاربوا في الجيش الإيطالي.[4]
تم توقيع الاتفاقية في قـصر كان يوما مقرا للحاكم الإيطالي في بنغازي إبان فترة الاستعمار، هذا وتم اعتبار يوم 30 أغسطس من كل عام مناسبة للاحتفال بـيوم الصداقة  الليبية الإيطالية.

خطاب مفتوح

وإنه  إلى لجنة  صياغة  الدستور .درج بعض ممن لا دين ولا خلق.لهم أو فشل آباؤهم في تربيتهم- درجوا على احتقار بعض خلق الله بشتى الاوصاف والنعوت التي تتردُد على ألسنة من يرون في ذوي البشرة السوداء خلقا آخر أقلٌ منهم شأنا فلا يتورٌعون عن تسميتهم بأسماء وألقاب  يقصد بها السخرية والاستهزاء وتحقير آدمية الانسان الذي كرٌمه الله وصوٌره في أي صورة ما شاء ركٌبه ويصل سوء الخلق مداه حين تعتمد مظاهر التحقير والسخرية ضد قطاع واسع من المواطنين الليبيين السٌودأفرادا وجماعات حين يعتمد خطابا إعلاميا على شاشات بعض القنوات الفضائية المحلية النفٌاثات في العقد وحمٌالات الحطب بما يسهم في تسعير نار الشقاق بين أبناء الوطن الواحد بصور لم نشهد لها مثيلا في جنوب افريقيا العنصرية.. تأمٌلوا بشاعة الرسائل الخاطئة التي يبعث بها هؤلاء العنصريون ومدى الإحساس بالألم النفسي الذي يشعر به أجيال من الاطفال السود فضلا عن آبائهم وامهاتهم حين يقال -وعلى الهواء مباشرة وأمام الملأ- لوكان العبيد فيهم خير لبعث الله منهم رسولا!!-أو حين يوصف رئيس وزراء البلاد بأنُه مجرٌد زنجي! وأمه زنجية . !وتظلٌ  - ا مواقع نزوح سكان تاورغاءالأكثرسؤا ا داخل سجون ومعتقلات  -مدينة مصراتة.حصرا.فمن منّا لم يشق سمعه صوت جلاد وهو ينهرسجينه الاسود بالقول - انبح انبح ياكلب انبح يا عبد ..يا..إلخ.. وهي كما ترون مشاهد وأمثلة صارخةعلى اعتماد سياسة الميز العنصري ضد السود عموما رسميا حيث لم تتخذ الاجراءات القانونية العاجلة لإنصافهم واحترام مواطنتهم وردع الفاعلين ولازالت تمارس تحت سمع وبصر حكومتين ومجلسين منتخبين في البلاد لم يعترفا علنا بوجوده والإعتراف بالمشكلة أولى خطوات المعالجة لكنهما أبدا لم يحرٌكا ساكنا..مما يحمٌل ..جميع حكومات فبراير ومجالسها المسؤلية كاملة ويجعلهم جميعا عرضة للإتهام بممارسة التمييز العنصري ضد المواطنين الليبيين خاصة والأفارقة السٌود بصفة عامة .. أيها السادة.. ادرك انني بهذا أدخل متعمداما  يصفه حتى بعضممن يطلق  عليهم  أنهم مثقفون  بأنّه حقل ألغام اجتماعي وبقايا قنابل موقوتة صدئةهي مخلفات عصور  غابرة ظننٌا أنٌها قد عفى عنها الزمن من قام بزرعها وإخفائها حرص الاٌ يترك لنا خرائط تحدد لنا اماكنها فضلاعن تتبع أسلاك أشراكها الخداعية التي أريد لها أن تبقى مصيدة للأغرارمن أجيالنا ومصدر تهديد دائم لنا ومعطٌلا لخطط التنمية البشرية والاجتماعية أقول هذا..كمعلٌم وباحث مهتم بقضاياالتربيةوالتعليم في بلادي ومجتمعي ووفاءا لأجيال سبقتنا من الاباء والاجداد كان لهم الفضل علينا رغم جهل الكثير منهم علٌمونا وهيؤا لنا من الأسباب ما يدفعنا الآن إلى الإقدام على كشف حقيقة ممارسات جاهلية احيطت بهالات من القداسة الوهمية عبر العصور فظلٌت ثقافة مسكوتا عنها في كل العهود!--خطر وممنوع الاقتراب-؟ ومن يفعل ذالك  متعمدا كما  أفعل  يعرُض نفسه للإتٌهام بانعدام المسؤلية بل وافتعال معارك ليست واجبة ؟ بل وإيقاظ الفتنة !!النائمة !! كما يزعم البعض ممن نصٌبوا من أنفسهم وكلاء للرب على الأرض وحماة للفضيلة المفترى عليها ويلعنون من أيقظها - مكبٌرين ومهلٌلين- بدعوات حق يراد بها باطل- كما لوأنٌ الله لم يقل في كتابه العزيز " ...(ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ..إلخ) أوكما لم تكن هذه  الظاهرة منكرا يجب إزالته أولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم...(من رأى منكم منكرا فليغيره.....الخ.) أو كما لم يكن الساكت عن الحق شيطانا أخرس. وتأسيسا عمُا تقدٌم فإنّ  الدعوة   موجّهة  للسادة حكام ليبيا إلى تحمٌل مسؤلياتهم تجاه معالجةهذه الظاهرةالبشعة التي قد يرى البعض أنها غير ذات بال أو أنها حالات فردية ! لا يقاس عليها! وقد يذهب اخرون إلى استخدام اساليب الترهيب الفكري  والثقافي بالقول:- أنٌ طرح هذه القضية الاجتماعيةالحسٌاسة في مثل هذاالوقت و في الظروف المحيطة بالبلاد! وهو قول فيه بعض وجاهة من جهة أنٌ ..الممارسة لا الحديث عنها وحده ما سيشكٌل تهديداحقيقيا للسلم الاجتماعي المهدٌد أصلا .إذا لم يوضع حد لهذه الفوضى الضاربة اطنابها في البلاد.منذ مايزيدعلى أربع سنوات وهو من جانب آخر قول مردود على أصحابه فموروث ممارسة التمييز العنصري ضد الالوان قديم مذ كان الانسان يباع ويشترى في عهود الظلم والطغيان و ما عهد الحكم التركي وسواه عنٌا ببعيد وكذا بين الأعراق والمعتقدات في ليبياوالمنطقة العربية حتى ليكاد المرء أن يتٌهم المجتمع بأسره بممارسته وبصورة ممنهجة رغم إنكار البعض لوجوده حتى بين بعض المثقفين ! كما لم نرولم نلمس معالجة جادة سابقة لهابدعوى أن هذا الأمر لن يزول بقرار.. أمٌا وقد زعم كل الذين يتصدٌرون المشهد السياسي الليبي.. مازعموا عن فرية فبراير الكبري...فإنٌه ..ليس كالحال دليلا على صدق المقال... لذالك أقترح عليكم ..إبتداءا.وفي خطوة عملية إيجابية تشي بالجدٌية في معالجة هذة الظاهرة ..-. دعوة الهيئة العليا لوضع دستورالبلاد إلى ضرورة تضمين الدستور- وهو لمٌا يصدر بعد - نصٌا قانونيا صريحا يحرٌم ويجرٌم كل أشكال التمييز العنصري بالإشارة والتصريح والتلميح دون مواربة حتى يضمن المظلومون حق التقاضي عند الضرورة.تعزيزا لقيم الحرية والعدالة والمساواةالتي لا تحتمل التأجيل أو التسويف والمماطلة بين مكونات مجتمع.نحرص جميعا على أن يكون مجتمعا معافى من كل الآفات ووطنا.. يطعم فيه الفرد من الجوع و يأمن فيه من الخوف والغبن ويعتزٌفيه الإنسان الليبي بشرف الانتماء إليه وتظل الدعوة قائمة لكل من يهمه الامر كما تظل تاورغاء مثالا يستصرخ كلٌ ذي ضميرحي.... وأخيرا وليس آخرا أرجو أن يكون واضحاأني هنا لا أعتذرمن أحد ولا أبرٌرلشيء ولا أنطق بلسان كائن من كان" فليس.. ثانية وثالثة .. ورابعة.. كالحال دليلا على صدق القصد والمقال .". تلك هي رسالتي وأحسب أنٌها رسالة جميع المعلمين الوطنيين والمثقفين  الثوريين الذين قطعوا صلتهم نهائيا بكل الثقافات الرجعية الموروثة .ولهم القدرة على التمييزبين الغث والسمين من هذاالموروث- وأتمثٌل قول الله تعالى وادعوالجميع إلى تمثٌله.." قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلاٌ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.@..فهل نتوقٌع من الزملاء والرفاق المثقفين إثراء هذا الموضوع  المهم جداوطرح  الحلول الممكنة  له,,وأخيرا إن  دستورا لا يحرم ولايجرم  ممارسة  هذه الثقافة  المسكوت  عنها   لا يستحق  الإحترام  فضلا عن  الإلتزام  به